سورة يونس - تفسير التفسير الوسيط

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يونس)


        


{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53) وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِي الْأَرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (54) أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (55) هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56)} [يونس: 10/ 53- 56].
إن آثار الشّرك خطيرة، ومزالقه كثيرة، ومن أخطرها إنكار عالم الآخرة، وما فيها من ثواب وعقاب، وحساب وجنّة ونار، لذا بادر المشركون إلى التشكيك فيما أخبر به القرآن من وجود الآخرة قطعا. فطلبوا الأخبار، ولجّوا في الجواب، كما تصور الآية التي مفادها: ويستخبرونك أيها الرسول عن وقوع عذاب الخلد في الآخرة، أحقّ أنه سيقع على جرائم الدنيا، أم أنه مجرد تخويف وترهيب؟ فقل لهم أيها الرسول:
نعم إنه والله واقع، إنه لحقّ ثابت ماله من دافع، والوعيد صدق قائم، وما أنتم بمعجزين، أي بفائتين العذاب، أو متخلّصين منه، وليس صيرورتكم ترابا بمعجز الله عن إعادتكم كما بدأكم، فإن قدرة الله شاملة وافية بتحقيق أي شيء ممكن.
لكن إذا جاءت القيامة فلا أمل بالفرار منها، وإذا قامت القيامة يودّ الكافر الظالم أن يفتدي نفسه من عذاب الله بملء الأرض ذهبا، {وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ} أي أخفى الكفار الندامة وهي: ما يعانونه في أنفسهم من الألم والحسرة على أفعالهم الشنيعة وأعمالهم الضّارة، لمّا عاينوا العذاب الشديد، فصاروا مبهوتين متحيرين، علما بأنه لا ظلم في الحساب يوم القيامة، فإن الله تعالى يحكم بين الظالمين والمظلومين بالعدل لأن الكفار وإن اشتركوا في العذاب، فإنه لابد من أن يقضي الله تعالى بينهم بالحق، رفعا لما ظلم به بعضهم بعضا في الدنيا، فيكون في القضاء تخفيف عذاب بعضهم، وتثقيل عذاب الباقين. وهذا إخبار للكفار في سياق إخبارهم بأن وعد الله بالبعث ووعيده حق.
وأتبع الله ذلك الإخبار أو الاعلام بأن الملك كله لله، وأنه المعاقب، فإن الله مالك السماوات والأرض، وكل الأشياء في ملكه وفي سلطانه، وأكّد سبحانه أن وعده حقّ كائن لا محالة، ولكن أكثر الكفار منكري البعث والجزاء لا يعلمون أمر الآخرة والمعاد، لغفلتهم عنها، وعدم إيمانهم بالإله القادر الحكيم، وتلك حقيقة أبانها الله بوضوح، ليعلموا علم اليقين بأن الملك المطلق لله، وأن كل ما سواه مملوك له.
ومن أدلّ الأدلة على قدرة الله تعالى على البعث والجزاء والثواب والعقاب: أنه تعالى هو المحيي والمميت، وإليه مرجع الخلائق حين يحييهم بعد موتهم، فيحشرهم للحساب والجزاء على أعمالهم، يحيي من النطفة، ويميت بالأجل، ثم يجعل المرجع إليه بالحشر يوم القيامة. قال ابن عطية: وفي قوة هذه الآيات ما يستدعي الإيمان وإجابة دعوة الله عزّ وجلّ.
وتتجلى القوة والرّهبة في عالم الحساب في أمور ثلاثة:
الأمر الأول- ذلك الصراع العنيف في داخل نفوس الكفار وإظهار الندامة على ما فاتهم من الفوز والخلاص من العذاب، ولهذا يقولون: {قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ (106)} [المؤمنون: 23/ 106].
الأمر الثاني- معاينة العذاب الذي لا يوجد أشد منه، ولا يتصور الإنسان في الدنيا مدى إيلامه وقسوته، وتنوعه ورهبته.
الأمر الثالث- اليأس من النجاة والشفاعة، لأن الملك المطلق والسلطان النافذ لله تعالى، فهو وحده القادر على ما يريد، العليم بما يستحقه كل إنسان من العقاب العادل. قال تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (49)} [الكهف: 18/ 49].
مقاصد القرآن وشرائعه:
أراد القرآن المجيد بالناس خيرا، فزوّدهم بما فيه النفع والسعادة، وشفى نفوسهم من أمراض القلوب، وهداهم إلى الحق، وأبعدهم عن كل أنواع الضلال والانحراف، وشرع لهم الشرائع بفضل من الله ورحمة منه، فكان جديرا بالناس جميعا الإيمان به والتزام أحكامه والبعد عن أسباب الشقاوة والعذاب، وعدم التورّط بالتحليل والتحريم بمجرد الهوى والشهوة، من غير ميزان العقل والحكمة كشأن أهل الجاهلية، قال الله تعالى مبيّنا مقاصد القرآن وأسباب تشريعاته:


{يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59) وَما ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (60)} [يونس: 10/ 57- 60].
جمعت هذه الآيات بين خطاب جميع العالم، وبين توبيخ عرب الجاهلية على التحليل والتحريم بسبب الأهواء والمزاعم. أما الخطاب العام لجميع البشر فمضمونه: يا أيها الناس، قد جاءكم كتاب جامع لكل المواعظ التي يراد بها إصلاح الأخلاق والأعمال، والزّجر عن الفواحش، وشفاء الصدور من الشكوك وسوء الاعتقاد، والهداية إلى الحق واليقين والطريق القويم المؤدي إلى سعادة الدنيا والآخرة.
وسمي القرآن الكريم موعظة لأن الوعظ إنما هو بقول يأمر بالمعروف، ويزجر، ويرقّق النفوس، ويوعد ويعد، وهذه صفة الكتاب العزيز. وهي موعظة {مِنْ رَبِّكُمْ} لم يختلقها محمد صلّى اللّه عليه وسلّم ولا غيره، بل هي من عند الله عزّ وجلّ.
وهذا الخطاب العام اشتمل على بيان مقاصد أربعة للقرآن الكريم وهي:
1- كونه موعظة حسنة من عند الله تعالى، يجمع بين الترغيب والترهيب، وبين الحثّ على فعل الحسن وترك القبيح.
2- وكونه شفاء لما في القلوب من الشبهات والشكوك، والنفاق والكفر، وسوء الاعتقاد وشراسة الخلق، والتّخلص من الجهل والعتو عن النظر في آيات الله تعالى.
3- كونه هاديا إلى الحق الأبلج واليقين الساطع والصراط المستقيم المحقق لسعادة الدنيا والآخرة.
4- إن القرآن هدى ورحمة للمؤمنين خاصة، ينجيهم من ظلمات الضلال، إلى نور الإيمان، ويبعدهم عن النّيران، ويرقى بهم إلى درجات الجنان.
قل أيها الرسول للمؤمنين: ليفرحوا بفضل الله ورحمته بما جاءهم من الهدى ودين الحقّ، فإنه أولى ما يفرحون به. والفضل كما قال ابن عطية: هو هداية الله تعالى إلى دينه، والتوفيق إلى اتّباع شريعته، والرّحمة: هي عفوه وسكنى جنّته التي جعلها جزاء على الإيمان والإسلام. والفرح بهذا الفضل وبهذه الرحمة هو أجدى وأنفع من كل ما يجمعه الناس من الأموال وسائر خيرات الدنيا لأنه يؤدي لسعادة الدارين.
ثم أوضح الله تعالى بخطابه الخاص بعرب الجاهلية: أن التشريع بالتحليل والتحريم هو حقّ الله تعالى، وليس للناس الحق في التشريع، فما قام به العرب من تحريم البحائر والسّوائب والوصايل من المواشي وغير ذلك مجرد اختلاق وكذب منهم، ولم يأذن الله به. وهذا توبيخ شديد على إعطاء الجاهلين أنفسهم حقّ التّحليل والتّحريم، فمن أحلّ برأيه أو حرّم بمجرد هواه، فإنه مفتر على الله، ومتجاوز حدوده، كما جاء في آية أخرى: {وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} [النّحل: 16/ 116].
وأي شيء ذلك الظّن الصادر من المفترين على الله الكذب فيما يصنع بهم من الجزاء يوم القيامة؟! أيظنّون أنهم يتركون بغير عقاب على جريمة الافتراء والكذب على الله؟ إن ظنّهم في غاية الرّداءة بحسب سوء أفعالهم. وهذا وعيد عظيم مقتضاه التّهكم وتأكيد العقاب.
إن الله تعالى صاحب الفضل العميم على الناس، حيث أنعم عليهم بنعمة العقل، ورحمهم بالوحي، وأبان لهم الحلال والحرام، وشرائع الدين، ورزقهم من الطّيبات، ولكن أكثر الناس لا يشكرون هذه النعمة ولا ذلك الفضل، فاستحقّوا العذاب، والعتاب، وإهمالهم في الآخرة.
شمول العلم الإلهي وجزاء الأولياء:
يذكّرنا الله تعالى في مناسبات مختلفة أن علمه شامل كل شيء في السماوات والأرض، ليحملنا على الطاعة والشكر، والعبادة والاستقامة، والبعد عن المعصية، لأن العلم الإلهي بالأشياء، يسّر به الطائعون، ويحذره المذنبون. وأهل الطاعة وأولياء الله مشمولون بالرّعاية الإلهية وبالإفضال الرّبانيّة، وليس هناك أعظم من الفوز بالنّجاة من العقاب في عالم الآخرة، وصف الله تعالى إحاطة علمه وتبشيره أولياءه بهذه الآيات:


{وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (61) أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)} [يونس: 10/ 61- 64].
القصد من الآية تبيان إحاطة علم الله بكل شيء، والإخبار بأنه يعلم جميع أحوال الناس، ومعنى اللفظ: وما تكون يا محمد وغيرك في شأن من جميع الشؤون، وأمر من الأمور الخاصة والعامة، وما تتلو من أجل ذلك الشأن من قرآن ينزل عليك، لنشر دعوة الله في الأرض، إلا ونحن شهود عليكم، حين تفيضون فيه، أي تقومون فيه بجدّ ونشاط. ولا يغيب عن علم الله شيء حتى يخفى عليه، ولو كان مثقال ذرة، أي وزن نملة، أو هباء، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر كالعرش، إلا في كتاب مبين، أي إلا ومعلوم له، ومدون في اللوح المحفوظ، الذي كتب فيه مقادير الموجودات كلها. وقوله سبحانه: {مِثْقالِ ذَرَّةٍ} جعله الله مثالا، إذ لا يعرف في الحيوان المتغذّي المتناسل المشهور النوع والموضع أصغر منه.
وهذه الآية مثل قوله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ (59)} [الأنعام: 6/ 59].
وبعد أن أعلم الله عباده بإحاطة علمه بجميع الأشياء والأعمال، ليبعثهم على الشكر والعبادة، ذكر حال الشاكرين المتّقين الذين حسن جزاؤهم في الآخرة، وهم أولياء الله، أي أحبّاؤه وأصفياؤه، وهم المؤمنون الذين والوه بالطاعة والعبادة، فكل من آمن بالله واتّقى ربّه، فهو داخل في أولياء الله. وهؤلاء الأولياء المقرّبون إلى الله لا خوف عليهم في الدنيا من مكروه يتوقع، ولا حزن عليهم في الآخرة من مخاوف القيامة، فهم لا يخافون عذابا ولا عقابا ولا يحزنون لذلك، روى البزار وغيره عن ابن عباس قال: قال رجل: يا رسول الله، من أولياء الله؟ قال: «الذين إذا رؤوا ذكر الله».
ولهم البشارة في الحياة الدنيا بالنصر والتّمكن في الأرض، ما داموا على شرع الله ودينه، يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، كما قال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ} [النّور: 24/ 55].
ولهم البشارة أيضا في الحياة الأخروية بحسن الثواب والنعيم المقيم في الجنة، كما قال الله تعالى: {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21)} [التّوبة: 9/ 21] {تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ} أي لا تغيير لأقواله، ولا خلف لمواعيده، ولا ردّ في أمره، كقوله تعالى: {ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ} [ق: 50/ 29] ومن كلماته تعالى: تبشير المؤمنين بالجنّة، وذلك المذكور وهو البشارة للمؤمنين المتقين أولياء الله في الدّارين بالسعادة: هو الفوز العظيم الذي لا فوز غيره بالنعيم المبشر به لأنه ثمرة الإيمان والعمل الصالح.
إن هاتين البشارتين للأولياء العاملين بأوامر الله، المجتنبين نواهيه لهما أعظم البشائر وأجلّها وأكرمها، فما أكرم المبشّر وأحبّه عند ربّه، وما أسعد المبشّرين، نسأل الله العظيم أن يجعلنا في زمرتهم.
العزّة لله جميعا:
لقد أيّد الله نبيّه تأييدا مطلقا، وسرّى عنه في أوقات الشدة والمحن، وأخبره بالسلامة، وبشّره بالغلبة على المشركين المغترين بالقوة والمال، وأعلمه بأن العزّة لله جميعا، فهم لا يقدرون لك أيها النّبي على شيء، ولا يؤذونك إلا بما شاء الله، وهو القادر على عقابهم وإيقاع العذاب الشديد بهم. وفي هذا تقوية لعزيمة الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم، لكي يظلّ قائما بدعوته، ماضيا في تبليغ رسالته، غير آبه بما يلقى من المصاعب، ولا خائف من أحد. وهذه المعاني تتمثل في الآيات التالية:

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10